أزمة السكر في مصر تهدد بإغلاق المقاهي

سهام عيد

سهام عيد وأماني ربيع

بعد أشهر قليلة من احتواء الحكومة المصرية لأزمة الأرز، شهدت أسواق التجزئة ومنافذ التموين أزمة حادة في السكر حتى ارتفع سعر الكيلو من 5 إلى 10 جنيهات أن وجد من الأساس بالمحال التجارية.

أرجع ذلك لقيام بعض التجار المحتكرين بتعطيش السوق لرفع الأسعار بعد نشوب أزمة سكر داخل بطاقات التموين المخصصة لصرف السلع لمستحقي الدعم.

جاء ذلك بالتزامن مع دعوات البعض للتظاهر في الميادين يوم 11 نوفمبر، للتنديد بارتفاع الأسعار والغلاء تحت شعار “ثورة الغلابة”، ما اعتبره آخرون بأنه أزمة “مفتعلة” وتصعيد للموقف.

في السياق ذاته، كشف مصدر حكومي، أن أسباب أزمة السكر في مصر جاءت نتيجة لقيام بعض التجار في الغرف التجارية، بالضغط على الحكومة وافتعال أزمة عن طريق تقليل المعروض في الأسواق بحجة عدم توافر اعتمادات مالية من جانب البنك المركزي، مشيرًا إلى أن أسباب الضغط على الحكومة راجع لإجبار الدكتور خالد حنفي وزير التموين السابق على تقديم استقالته نظرًا لما تربط الغرفة من مصالح مع الوزارة في فترة توليه الوزارة، ما جعلهم يعلنون العصيان على الحكومة ويعطشون السوق من منتج السكر.

وأوضح المصدر –في تصريحات سابقة- أن بعض التجار قاموا باستغلال الفساد المنتشر في مصانع وشركات السكر فاشتروا كميات كبيرة من السكر اقتربت حصة الواحد من الـ 100 مليون جنيه سكر، ما جعلهم يستحوذون على إنتاج الشركات وبالتالي يحتكرون السوق ويرفعون الأسعار كما يشاءون دون رقيب أو حسيب.

كان لـ”«رؤية” لقاء مع بعض أصحاب المقاهي في مصر باعتبارهم أكثر الفئات المتضررة من أزمة السكر والتي تهدد بتشريدهم وإغلاق مصدر رزقهم الوحيد.

يقول عاشور أحد العاملين في مقهى “الندوة الثقافية” بوسط القاهرة، “إن جشع واستغلال التجار وراء أزمة السكر في مصر»، مضيفا: “التجار هم من يخزنون منتج السكر لافتعال أزمة ورفع سعره في السوق”، مردفًا: “الشعب معهوش هيجيب منين، كان عندنا شوية سكر في البيت جبناهم هنعمل ايه”.

“أنا ليا أربع أخوات كل واحد بيجيب التموين بتاعه وهو جاي الصبح يعني بيصرف تموين البيت وبيجيبه معاه، 4 كيلو أو 6 كيلو بنشتغل بيهم، البيت مش مشكلة هيشربوا كوباية شاي واحدة في اليوم لكن هنا أكل عيشنا بدل منقفل”، هكذا أوضح سيد محمد صاحب أحد المقاهي في منطقة الحسين.

يتابع سيد، “لا قادرين نقفل القهوة عشان فاتحه بيوت ناس، ولا قادرين نزود الأسعار على الزباين، وكل صنايعي بيجيب سكر من البيت وبنمشي نفسنا”.

من جانبه، لفت إبراهيم فرحات –أحد العاملين بمقاهي الحسين- إلى أن بعض عناصر الإخوان هم من افتعلوا الأزمة حتى يحرضوا الناس للخروج في تظاهرات يوم 11 نوفمبر والضغط عليهم للمشاركة.

“القهوة فاضية من قلة الزباين.. ومن ارتفاع الأسعار.. مش لاقيين حد يقعد على القهوة”، بتلك الكلمات وصف سعد زغلول –صاحب مقهى بميدان الحسين- حاله في ظل أزمة السكر.

يقول زغلول: “القهوة دي كانت بتجمع زوار الحسين كانوا بيقعدوا ويطلبوا مشاريب، مفيش سكر عندنا وبندور عليه، ولا عارفين نجيبه رخيص ولا عارفين نجيبه غالي، ولا عارفيين نجيبه من أي حتة، وبيتعرض علينا بـ12 جنيه”.

اتهم سعد زغلول التجار بافتعال الأزمة واستغلال الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد لرفع سعره.

من جانبها، قالت أم كريم –صاحبة إحدى المقاهي في ميدان الحسين- إنها تظل تبحث طيلة النهار على كيلو سكر واحد لدى التجار لتشيغل مقهتها.

تناشد أم كريم المسؤولين بسرعة حل الأزمة وعدم التحدث من وراء شاشات التلفاز فقط بل ملاحقة التجار المحتكرين، مشيرة إلى أن المسؤولين يؤكدون أن سعر كيلو السكر بـ5 جنيهات وهذا لا يوجد على أرض الواقع حيث أن المحلات فارغه من منتج السكر، وإن وجد يتخطى العشر جنيهات، مطالبة الحكومة بتوفير حصة تموين خاصة لأصحاب المقاهي.

وختمت قائلة “المغرب بقفل مفيش سكر”.

بصوت منفعل ووجه شاحب، يقول محسن -صاحب نصبة شاي بحي الغورية- “السكر موجود في البلد، والبلد مليانه سكر، بس التجار هي الي بتغلي وهي الي بتشيل الحاجة في مخازنها، مفيش حد بيرحم حد، الحاجة موجودة في الجمعيات والسوبر ماركت بس مفيش رقابة”.

ربما يعجبك أيضا