دعم أسعار النفط.. هدف أوبك يصطدم بالتباطؤ العالمي

حسام عيد – محلل اقتصادي

مع استمرار التباطؤ في الطلب العالمي على النفط، وانتعاش النفط الصخري الأمريكي، ذهبت منظمة أوبك وحلفاؤها، وعلى رأسهم روسيا، نحو إقامة تعاون دائم، لإحداث توازن في الأسواق ودعم أسعار النفط.

ميثاق “أوبك +” التاريخي

حفاظًا على تأثيرهما في مجال الأسعار وسوق النفط التي تشهد تحولات، أقرت دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وعددها 14 والدول الشريكة العشر، بزعامة روسيا “ميثاق” “التعاون الدائم” الذي وصفته السعودية بأنه “تاريخي”. وقد تم التصويت على القرار برفع الأيدي خلا اجتماع في فيينا، حيث مقر أوبك.

ويعود تاريخ التحالف الذي لم يكن رسميا حتى الآن إلى نهاية عام 2016. ولمواجهة انهيار أسعار النفط الخام حينها، اتفقت أوبك مع مجموعة من المنتجين من خارجها على الحد من المعروض في الاسواق.

وتضخ الدول ال24 المعروفة باسم “اوبك +” نصف النفط الخام في العالم.

وتُعد الاتفاقية الجديدة بين أوبك وشركائها، دليلًا على الجهود التي تبذلها المنظمة لمواجهة طفرة المعروض الأمريكي.

تمديد خفض الإنتاج 9 أشهر

وقالت منظمة أوبك في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إنها قررت مع حلفائها تمديد اتفاقية خفض مستويات إنتاج النفط لمدة 9 أشهر قادمة من 1 يوليو الجاري وحتى 31 مارس 2020.

وجاء قرار الاجتماع السادس لأوبك في ضوء حالات عدم اليقين الكبيرة والتداعيات المحتملة على سوق النفط العالمي، وفقاً للبيان.

ويأتي الاجتماع الذي دام لنحو يومين في العاصمة النمساوية “فيينا” في إطار إعلان التعاون الذي تم التوصل له في 10 ديسمبر عام 2016 بين الدول الأعضاء في أوبك ودول من خارجها.

وأكد البيان على استمرار التزام الدول المنتجة المشاركة في “إعلان التعاون” في دعم استقرار السوق والمصالح المشتركة للدول وتوفير الإمدادات الفعالة والاقتصادية للمستهلكين وعودة الثقة والاستثمار في صناعة النفط.

وتتبع أوبك وأعضاء من خارجها اتفاقية لخفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً (ما يعادل 1.2% من الطلب العالمي) لمدة 6 أشهر منذ بداية يناير 2019، وبلغت نسبة التزام منتجي النفط بالاتفاق 163% في مايو.

ويتزامن التمديد حتى مارس 2020 مع بقاء الأسعار عرضة لضغوط قوية بين وفرة الإمداد تغذيها طفرة النفط الخام في الولايات المتحدة، وتراجع الاستهلاك العالمي على خلفية التباطؤ الاقتصادي.

خطوة لن ترضي ترامب

خطوة كهذه لن ترضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتأكيد، فهو دعا أوبك مراراً إلى ضخ المزيد من النفط حفاظاً على أسعار الوقود الأمريكي.

ويُذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تفوقت على المملكة العربية السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم. ويعود الفضل في ذلك، لحد كبير، إلى طفرة في حوض بيرميان في غرب تكساس، حيث انخفضت وارداتها من أوبك إلى أدنى مستوى لها في 3 عقود في وقت سابق من هذا العام.

تباطؤ الاقتصاد العالمي يهبط بالأسعار

على الرغم من تمديد منظمة أوبك لتخفيضات الإنتاج حتى مارس القادم، مازالت المخاوف من أن يؤثر ضعف الاقتصاد العالمي سلبًا على الطلب النفطي تكبح مكاسب الأسعار.

وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 2.66 دولار أو 4.1% لتبلغ عند التسوية 62.40 دولار للبرميل.

وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.84 دولار أو 4.8% لتبلغ عند التسوية 56.25 دولار للبرميل، بعد أن لامست أعلى مستوياتها في أكثر من خمسة أسابيع بجلسة الإثنين الموافق 1 يوليو.

وتعني علامات التباطؤ الاقتصادي العالمي، التي قد تؤثر سلبا على نمو الطلب النفطي، أن أوبك وحلفاءها قد يواجهون مهمة صعبة لتعزيز الأسعار عن طريق كبح الإمدادات.

واتفقت الولايات المتحدة والصين في قمة مجموعة العشرين على استئناف المحادثات التجارية، لكن أنشطة المصانع انكمشت في معظم أنحاء أوروبا وآسيا في يونيو بينما تباطأ نشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة ليقترب من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.

ربما يعجبك أيضا