أموال إيران الصامته لدى حماس.. كيف دخلت غزة؟

كيف خدعت إيران إسرائيل وأرسلت أموالًأ لا حصر لها إلى حماس؟

شروق صبري
حماس

قامت ما تسمى بشبكة الحوالة، كما تُعرف في الشرق الأوسط، بنقل عشرات الملايين من الدولارات من التمويل من إيران إلى الجناح العسكرية لحركة حماس.


قالت وول ستريت جورنال الأمريكية إن التحول إلى العملات الرقمية ساعد حركة حماس الفلسطينية في الحصول على مبالغ كبيرة في العامين السابقين لهجوم 7 أكتوبر.

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته يوم أمس الأحد 13 نوفمبر 2023، إلى إعلان الجيش الإسرائيلي، في منتصف عام 2019، استهداف أحد قادة حماس الذي وصف حينها بأنه رجل أموال إيران في غزة.

العملات الرقمية

أوضح التقرير أن الرجل كام يدير نظامًا للتحويلات المالية خارج الدفاتر، حين ينقل الوكلاء الموثوقون الأموال النقدية والبضائع عبر الحدود لتسوية أرصدة العملاء. لكن بديله، وهو رجل أعمال فلسطيني يدعى زهير شملخ، غيّر استراتيجيته للتهرب من الإسرائيليين، فلجأ إلى العملات الرقمية.

وفق التقرير، أرسلت شركات الصرافة التابعة لشملخ الرموز الرقمية إلى المشغلين في الخارج لتسوية أرصدة الحوالة. لكن عندما أصدرت وزارة الجيش الإسرائيلي أمرًا عام 2020 بالاستيلاء على أصول شركته، نفى شملخ تلقي أموالًا من إيران في بيان نقلته وسائل الإعلام الفلسطينية، قائلًا إن مزاعم إسرائيل هي “محض أكاذيب وافتراء”.

أموال إيران لحماس

أموال إيران لحماس

تلقي مبالغ كبيرة من إيران

أشارت وول ستريت إلى أنه في البداية استخدمت حماس العملات المشفرة لتلقي تبرعات صغيرة الحجم من المؤيدين، كجزء من جهد تمويل جماعي أوسع، الذي قال مسؤولون إسرائيليون إنه من المحتمل أن يكون قد جمع عدة ملايين من الدولارات.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن هذا المحور ساعد حماس والجماعات التابعة لها، مثل حركة الجهاد، على تلقي مبالغ كبيرة من إيران خلال العامين اللذين سبقا الهجمات على إسرائيل في أكتوبر. وكانت محاولة لاستخدام تقنية مالية جديدة لتقليل مخاطر نقل الأموال والسلع المادية.

العملات المشفرة

وفق مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين ومسؤولين أمريكيين سابقين، في عام 2020، أصبحت العملات المشفرة وسيلة للتحويلات واسعة النطاق بين إيران والجماعة ضمن شبكات الحوالة، ومنذ ذلك الحين، أصبحت العملات المشفرة “جزءًا أساسيًا من نشاطهم التشغيلي”.

وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إن جزءًا كبيرًا من الأموال التي تلقتها غزة كانت مخصصة لحماس، مستشهدين بمعلومات استخباراتية إسرائيلية. وقالوا إن معاملات العملات المشفرة للجهاد الإسلامي في فلسطين استخدمت أيضًا شبكة شركات الخدمات المالية، التي تساعد حماس والشركات التابعة لها.

تمويل الجماعات الإسلامية

تبدو بعض عمليات التبادل، التي حددتها إسرائيل، كأنها عمليات واجهة متجر نموذجية تقدم تحويلات مالية دولية. وقال مسؤولون في بالجيش الإسرائيلي إن جزءًا من أعمالهم ينطوي على أنشطة مشروعة، مثل المدفوعات التجارية والتحويلات المالية من أجل توليد تدفق نقدي كافٍ لإخفاء تمويل الجماعات الإسلامية.

وقالوا، في بعض الأحيان، إن ما يصل إلى نصف الأموال التي تمر عبر عمليات التبادل ذهبت إلى حماس. في حين لم تستجب حماس  لطلبات التعليق. ولم تعلق بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، ووصف مسؤولون حكوميون إيرانيون العقوبات بأنها حرب مالية غير قانونية.

تجار الحوالة

كانت إيران منذ فترة طويلة هي المانح الرئيس لحماس، وتقدر الولايات المتحدة تمويلًا منتظمًا من طهران بقرابة 100 مليون دولار سنويًّا. وكذلك حصلت حماس على دخل من محفظة استثمارية عالمية، وجمعت الأموال من خلال المنظمات الخيرية، وأخذت أموالاً من المساعدات الخارجية الرسمية وعائدات الضرائب في غزة.

لكن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة جعل من الصعب على حماس الحصول على أموال نقدية. ويقول الباحثون إن المجموعة لجأت في كثير من الأحيان إلى شبكة من الأنفاق لتهريب الفواتير. وقال مسؤولون إسرائيليون إن معظم التمويل الإيراني لحماس في السنوات الأخيرة انتقل عبر سلسلة من تجار الحوالة ومقدمي الخدمات المالية المنتشرين في أنحاء غزة ولبنان وسوريا وتركيا.

أموال حماس

أموال حماس

تداول العملات الرقمية

قال مسؤولون استخباراتيون وأمنيون غربيون إن إيران ووكلائها غالبًا ما يمتلكون أو يسيطرون على مكاتب الصرافة، على اعتبارها نقاطًا مهمة لتمويل عملياتهم. وفي حين أن معاملات العملات المشفرة مرئية في دفاتر بلوكتشين العامة، فإن العديد من المنصات الأجنبية التي يستخدمها العملاء لتداول العملات الرقمية لديها ضوابط امتثال ضعيفة، أو مصممة لإخفاء هوياتهم.

وقال مدير قسم الدفاع السيبراني الإسرائيلي، توم ألكساندروفيتش، الذي دعم تحقيقات العملات المشفرة: “هذه الطريقة الصامتة بالنسبة لهم لإدخال الأموال إلى غزة”. وأدى استخدام حماس للعملات الرقمية إلى تكثيف التدقيق على صناعة العملات المشفرة في تل أبيب.

التهديدات الخطيرة للأمن القومي

صنفت وزارة الخزانة الأمريكية، الشهر الماضي، منصات العملات المشفرة الأجنبية، التي تمكن المستخدمين من تبادل العملات مع عدم الكشف عن هويتهم نسبيًّا، كمراكز رئيسة لغسل الأموال لمكافحة استخدامها من حماس والجماعات الأخرى.

ووقع أكثر من 100 مشرّع أمريكي على رسالة، الشهر الماضي، أعربوا فيها عن قلقهم بشأن “التهديدات الخطيرة للأمن القومي” التي يشكلها استخدام العملات المشفرة لتمويل الإرهاب.

وردًا على المشرعين، شككت غرفة التجارة الرقمية، وهي مجموعة ضغط تجارية، في أن العملات المشفرة تمول الإرهاب، قائلة: “تسهل تقنية بلوكتشين تتبع وتعقب وتفكيك التمويل الإرهابي القائم على بلوكتشين، وأثبتت فاعليتها بقدر كبير في تطبيق القانون”.

ربما يعجبك أيضا