“الابتكار من أجل الاستدامة”.. الأرض تحيي اليوم العالمي للمحيطات

حسام السبكي

حسام السبكي

من جديد، تعاود البشرية التذكير بالحياة الطبيعية من حولها، والتي عانت آفتي النسيان والإهمال، جراء انشغالنا في حياة الآلة والمادية، ليأتي يوم الثامن من يونيو، ليسلط الضوء مجددًا، على واحدة من أكثر الثروات الطبيعية غنًا، حيث يحتفي العالم اليوم بـ”اليوم العالمي للمحيطات”، ويتميز الاحتفال هذا العام بشعار “الابتكار من أجل محيط مستدام”.

اليوم العالمي للمحيطات 

كما أسلفنا في المقدمة، يحتفي العالم اليوم، بـ”اليوم العالمي للمحيطات”، والذي يأتي هذا العام متميزًا بشعار “الابتكار من أجل محيط مستدام”، حيث يسلط الضوء على الابتكار في المجالات الضرورية الواعدة التي تغرس التفاؤل ولها القدرة على التوسع بشكل فعال.

أما عن تاريخ الاحتفال، فقد اُقْتُرِح لأول مرة اليوم العالمي للمحيطات، من قبل الحكومة الكندية، في مؤتمر قمة الأرض، في ريو دي جانيرو، عام 1992.

ومنذ عام 2002، ومنظمة مشروع المحيط، تحتفل وتنسق فعاليات اليوم العالمي للمحيطات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشبكة العالمية للمحيطات، والرابطة العالمية لحدائق الحيوان وأحواض السمك، ورابطة حدائق الحيوان وأحواض السمك.

وفي يوم 5 كانون الأول / ديسمبر 2008، أعلنت منظمة الأُمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو، التابعة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 63/111، يوم 8 حزيران/ يونيو يوماً عالمياً للمحيطات، اعتباراً من عام 2009.

يأتي الاهتمام بالمحيطات، وتحديد يوم مخصص للاحتفال بها، كون المحيطات تغطي نحو ثلثي سطح الأرض، وتؤثر علينا جميعاً.

وتوفر المحيطات أغذية حيوية، وطاقة، وماء وهيدروكربونات، وموارد معدنية، كما أنها مكون أساسي من مكونات النظام المناخي للأرض.

وفي كل عام، تتعدد الطرق والمواضيع لزيادة الوعي بأهمية وجمال المحيط، من خلال الاحتفال بـ”اليوم العالمي للمحيطات”.

الأمم المتحدة

عبر الموقع الرسمي لها، تقول الأمم المتحدة، أنه ربما لا تخطر المحيطات في أذهاننا عندما نفكر في قضية المخاطر التي تواجه الصحة العامة – في إشارة إلى جائحة كورونا العالمية – إلا أن الحقيقة هي أن صحة المحيطات ترتبط ارتباطا وثيقا بصحتنا.

تضيف المنظمة الدولية، أن الكائنات الحية المكتشفة في الأعماق تُستخدم لاكتشاف فيروس كوفيد – 19، مؤكدة على أن البيئة هي التي تحمل مفتاح الحل الذي تأمله البشرية.

وتفند الأمم المتحدة الأسباب التي تدعو للاحتفال بـ”اليوم العالمي للمحيطات” فيما يلي:

* تذكير بالدور الرئيسي للمحيطات في الحياة اليومية، وإنها رئات الأرض، وتتيح معظم الأكسجين الذي نتنفسه.

* توعية الجمهور بتأثير الأنشطة البشرية في المحيطات.

* تطوير حركة عالمية للمواطنين للعمل في مجال صون المحيطات.

* تعبئة سكان العالم وتوحيد جهودهم في مشروع الإدارة المستدامة لمحيطات العالم، من حيث أنها مصدر رئيسي للغذاء والدواء وجزء حاسم من المحيط الحيوي.

* يعد “اليوم العالمي للمحيطات” فرصة مثالية للاحتفال بجمال المحيطات وثروتها ووعودها.

وتشير الأمم المتحدة، إلى أن احتفال هذا العام بـ”اليوم العالمي للمحيطات”، يرتبط ارتباطا مهمًا بالفترة التي تسبق عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات لأجل التنمية المستدامة الذي يستمر من 2021 إلى 2030، ومن المأمول من هذا العقد تعزيز التعاون الدولي بما يخدم تطوير البحث العلمي والتقنيات المبتكرة التي يمكن أن تربط علوم المحيطات باحتياجات المجتمع.

أما عن الاحتفال هذا العام، في ظل حالة الإغلاق العالمي، الناجم عن جائحة كورونا، فقد كشفت المنظمة الدولية عن الاحتفال بـ”اليوم العالمي للمحيطات” في هذا العام عن طريق الإنترنت، في فعالية تُعد بالمشاركة مع أوشيانيك جلوبال.

وتضيف المنظمة، أن الفعالية الاحتفالية ستسلط الضوء على الابتكار في المجالات الضرورية الواعدة التي تغرس التفاؤل ولها القدرة على التوسع بشكل فعال، فضلا عن أنها ستتيح منصة لقادة الفكر على اختلاف منابعهم ممن يمهدون مسارات جديدة للمضي قدما لما يعود بالنفع على المحيطات وعلى الأرض إجمالا.

أهمية المحيطات

من خلال ما استعرضته الأمم المتحدة من فوائد ومزايا للمحيطات، يمكن إيجاز أهميتها فيما يلي:

* تشكل المحيطات أكبر مصدر للبروتين في العالم، حيث يعتمد أكثر من 3 مليار فرد على المحيطات كمصدر أساسي للبروتين.

* يعتمد أكثر من ثلاثة مليار فرد على التنوع البيولوجي البحري والساحلي في معايشهم.

* تمتص المحيطات 30% تقريبا من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر، مما يمنع تأثيرات الاحترار العالمي.

ربما يعجبك أيضا