السرقة في زمن الكورونا.. حتى الفن لم يسلم من الوباء

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

على الرغم من أن وباء كورونا طال الجميع فلم يفرق بين ملوك وبسطاء إلا أن اللصوص كان لهم وجهة نظر أخرى؛ فهو فرصة جيدة للقيام بالسرقة والاحتيال ولكن ليس من البشر بل سرقة الفن والجمال والتاريخ ولم تكن الواقعة الأولى ولن تكون الأخيرة، وهذا ما حدث مؤخراً عندما سُرقت العديد من الأعمال الفنية وقت انشغال الدول بمكافحة فيروس كورونا.

حديقة الربيع

أمام التزام الشعوب في مختلف عواصم العالم بالحجر الصحي بسبب وباء الكورونا، لم يتردد لصوص الأعمال الفنية عن اقتحام المتحف الهولندي الواقع على مسافة 30 كيلومترا جنوب شرق العاصمة أمستردام، وكسر زجاج بابه الأمامي من أجل سرقة لوحة ثمينة لفان جوخ، يسعى كثيرون إلى امتلاكها ولو عن طريق الاستيلاء والتهريب والسوق السوداء.

حيث أعلن متحف هولندي مغلق حالياً بسبب كورونا، سرقة لوحة لـ”فان جوخ” كانت معارة لإقامة معرض، وقال متحف “سينغر لارين” إن لوحة “حديقة الربيع” للفنان الهولندي الشهير سُرقت في الساعات الأولى من صباح الإثنين الماضي.

يقول مدير المتحف، “إيفرت فان أوس”، إن المتحف الذي يضم مجموعة الزوجين الأمريكيين “ويليام وآنا سينغر” “غاضب ومصدوم وحزين” لسرقة اللوحة.

سرقة جيمس بوند

أعلنت الشرطة البريطانية أن مشتبهًا بهم يتحدثون بلكنة دول شرق أوروبا سرقوا خمسة مسدسات استُخدمت في سلسلة أفلام جيمس بوند، منها آخر مسدس استخدمه الممثل الراحل “روجر مور” أثناء تجسيد دور العميل 007، من منزل في شمال لندن.

وسُرقت المسدسات خلال سطو من المنزل الواقع في إنفيلد، وتقول الشرطة إن المسدسات غير المجهزة للاستخدام قد تتجاوز قيمتها 100 ألف جنيه إسترليني.

وتشمل المسدسات المسروقة واحدًا ظهر في فيلم “مت في يوم آخر” ، يقول “بول ريدلي” المحقق بالشرطة:” الكثير من هذه القطع فريد من نوعه”.

أحجار نوتردام

حاول زوجان من اللصوص سرقة الأحجار الكريمة من داخل كاتدرائية نوتردام التي يرجع عمرها إلى القرن الثاني عشر الميلادي في باريس، ولكن سرعان ما تم القبض على المجرمين الفرنسيين وهم يسرقون الأحجار الكريمة.

ومن المعروف أن كاتدرائية نوتردام، تخضع لعملية ترميم بعد أن تعرضت للدمار خلال حريق أبريل الماضي، يبلغ عمر المبنى 850 عامًا، بناه الماسونيون في العصور الوسطى، وعندما ألقت شرطة باريس القبض على الرجلين كانا مخمورين ويختبئان تحت غطاء من القماش المشمع وكانا لا يزالان بحوزتهما الأحجار المقدسة التي استولوا عليها من الكاتدرائية، وكان اللصوص يعتزمون بيع الأحجار في السوق السوداء على موقع ebay، وذلك لجلب ثروة صغيرة.

كما تمت سرقة لوحة لفنان بريطاني شهير تقدر بـ آلاف الجنيهات من القطار في بريطانيا، حين سافر مالك اللوحة “ستيف كوزينز” من ميلتون كينز إلى لندن للحصول على لوحة “الميناء الأزرق” التي رسمها الفنان البريطانى الشهير تيري فروست عام 1954.

وبدأت عملية سرقة اللوحة بسبب تأخر ميعاد القطار وازدحامه ما أدى إلى وقوف المالك وترتب عليه انزلاق اللوحة خلف مقعد أحد الركاب، وعند وصول القطار إلى محطته، بدأ الناس في التدافع لدرجة أنه نزل وأدرك أنه نسي اللوحة عندما أغلقت الأبواب، لكنه قام بإخطار شركة القطارات وبحلول الوقت كانت اللوحة قد اختفت.

وأضاف كوزينز أنها لوحة نادرة ومهمة، وهي لوحة ذات أهمية وطنية، مشيراً إلى أنه قام بشرائها قبل 30 عامًا وأنه أحد هواة الجمع على مر السنين، وأكد كوزينيز أن هناك أجرًا كبيرًا لمن يجد اللوحة الفنية.

الميناء الأزرق

وفى السياق ذاته، تمت سرقة ثلاث لوحات فنية من جامعة أكسفورد، اللوحة الأولى تصور “الساحل الصخرى وجنود يدرسون خطة” للفنان سلفاتور روزا رسمها عام 1640، واللوحة الثانية تصور صبيًا يشرب للفنان أنيبالى كاراتشى رسمها 1580، أما اللوحة الثالثة تصور جنديًا على ظهر الخيل للفنان فان ديك رسمها عام 1616.

وفي العام قبل الماضي، بيعت إحدى لوحات فان دايك مقابل نحو 3 ملايين دولار، فيما يعتقد أن قيمة اللوحة التي تمت سرقتها تبلغ نحو 1.5 مليون دولار بحسب ما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وقالت الشرطة البريطانية إنها بصدد إجراء تحقيق موسع عن عملية السرقة، وناشدت المساعدة من خلال تزويدها بأي لقطات لكاميرات المراقبة ربما تسهم في حل غموض الحادث.

ومن جانبهم أكد خبراء وتجار الفن المقيمون في لندن، إلى أن عملية السرقة غير عادية واللوحات الثلاثة لا تقدر بثمن إطلاقاً.

سرقة الأعمال الفنية زمن الحروب

أشهر 5 لوحات فنية سرقها النازيون من إجمالي 750 ألف عمل:

– القديسة “جوستا وروفينا”التي عثر عليها بمتحف “ميدوز” في دالاس بالولايات المتحدة.

– رسام في الطريق إلى تاراسكون للفنان الهولندي فنسنت فان جوخ الذي انتحر عام 1890 .

– بورتريه للدكتور غاشيه للفنان الهولندي فنسنت فان كوخ، الذي اعتبره هتلر من الفنانين الهابطين.

– بورتريه “أديل بلوش” للفنان النمساوي غوستاف كليمت التي رسمها عام 1904.

– صبي شاب بجيليه حمراء للانطباعي الفرنسي بول سيزان، ضمن متحف الضابط الألماني إميل غيورغ بورلي في سويسرا.

ربما يعجبك أيضا