من بينها دول عربية.. «أوكسفام» تحذر: «فيروس الجوع يتكاثر»

محمد عبدالله
الجوع - أرشيفية

رؤية

أرقام صادمة كشف عنها تقرير منظمة “أوكسفام” (Oxfam) الدولية حول ضحايا الجوع وسوء التغذية حول العالم، محذرة من ارتفاع أعداد الجياع والوفيات الناجمة عن الجوع، إذ يموت 11 شخصا كل دقيقة بسبب الجوع وسوء التغذية وفق المنظمة، وهو عدد يتجاوز العدد الحالي للوفيات بسبب جائحة كورونا. وجاءت كل من سوريا واليمن ضمن الحضور الأبرز في هذه اللوحة القاتمة.

أرقام صادمة

الفقر

تحت عنوان «فيروس الجوع يتكاثر» قالت المنظمة الإنسانية إن 155 مليون شخص حول العالم يعيشون الآن في مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، أو ما هو أسوأ، أي حوالي 20 مليونا أكثر من العام الماضي. وحوالي ثلثيهم يواجهون الجوع لأن بلدانهم في صراعات عسكرية”.

يشار إلى أن برنامج الغذاء العالمي حذر في يونيو الماضي، من أن أكثر من 270 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، معظمهم في إفريقيا والشرق الأوسط، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع تعرض الملايين لخطر الموت جوعا، وفقا لما نقله موقع “فويس أوف أمريكا”.

وكانت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة حذرتا في مارس الماضي، من أن المجاعة أصبحت بالفعل على أعتاب ملايين الأسر في 20 دولة.

وقالت آبي ماكسمان، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام أمريكا، إن “الإحصاءات مذهلة، لكن يجب أن نتذكر أن هذه الأرقام تتكون من أفراد يواجهون معاناة لا يمكن تصورها. وحتى شخص واحد هو رقم كبير للغاية”.

سوريا واليمن ضمن اللوحة القاتمة

تصدرت دول اليمن وجنوب السودان وشمال نيجيريا قائمة الدول العشرين التي تعاني من انعدام غذائي حاد، وفقا لتقرير “بؤر الجوع الساخنة” الذي نشرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي في مارس.

حسب المنظمة فقد كان عدد الجائعين في سوريا في العام 2019 يقدر عددهم بنحو 6.6 مليون نسمة أي 32% من عدد السكان، و ارتفع إلى الضعف في عام 2020 حيث أصبح عدد الجوعى 12.4 مليون نسمة بنسبة 60% من إجمالي السكان، وهذا الارتفاع يعتبر الأعلى في العالم.

وأشارت المنظمة إلى التداعيات الاقتصادية لكورونا إلى جانب آثار 10 سنوات من الصراع إلى انخفاض كبير في قيمة الليرة السورية، وزيادة بنسبة 313٪ في متوسط ​​سعر سلة الغذاء في 12 شهرًا فقط، كما أضر الصراع بالبنية التحتية الزراعية الحيوية في سوريا، مما أدى إلى تدمير دخل المزارعين وإنتاج الغذاء.

في هذا السياق، اتّهمت منظمة “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) روسيا، بأنها تستخدم المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا كـ «ورقة مساومة سياسية»، وحرمان ملايين السوريين من المساعدات الغذائية.

الصراعات وكورونا فاقما الأزمة

أدرج التقرير عددا من البلدان على أنها “أسوأ مناطق الجوع الساخنة” بما في ذلك أفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان وسوريا واليمن، وجميعها متورطة في صراعات، وقد شهدت ارتفاعا في الجوع عند مستوى الشدّة منذ العام الماضي.

من جهته، قال رئيس منظمة أوكسفام أمريكا ومديرها التنفيذي، آبي ماكسمان: “اليوم، دفع الصراع المستمر والتداعيات الاقتصادية لكوفيد 19، وأزمة المناخ المتفاقمة، أكثر من 520.000 شخص إلى حافة المجاعة” حول العالم.

وتابع ماكسمان منوها بأثر الصراعات في مفاقمة أزمة الجوع: “يستمر استخدام الجوع كسلاح حرب، حيث يحرم المدنيين من الطعام والماء ويعيق الإغاثة الإنسانية. لا يستطيع الناس العيش بأمان أو العثور على الطعام عندما تتعرض أسواقهم للقصف وتدمير المحاصيل والماشية”.

وبحسب ما ورد في التقرير، لا يزال النزاع هو السبب الرئيسي للجوع منذ تفشي جائحة كورونا، وهو ما دفع أكثر من نصف مليون شخص إلى ظروف شبيهة بالمجاعة بزيادة أكثر من 6 أضعاف منذ عام 2020.

رغم الوباء، قالت الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام: إن الإنفاق العسكري العالمي زاد بمقدار 51 مليار دولار خلال الوباء – وهو مبلغ يتجاوز بما لا يقل عن 6 أضعاف ما تحتاج إليه الأمم المتحدة لوقف الجوع. وحين نتذكر أن مليارديرية العالم (بضع مئات) زادت ثرواتهم خلال “كورونا” أضعافا مضاعفة، ويملكون ما يقدر بنحو 60% من ثروات البشرية، عندها فقط يمكننا أن نتلمس حقيقة البشاعة الراهنة.

ربما يعجبك أيضا