نقابة الممثلين المصرية علقت.. لماذا تطارد شائعات الوفاة نجوم الفن؟

رنا الجميعي
عادل إمام

كل فترة يُطالع العرب شائعات وفاة الفنانين، كان آخرها، أول أمس الأحد، شائعة وفاة الفنان المصري عادل إمام، وقد طالت تلك الشائعات كثيرًا من الفنانين العرب.

تشهد منصات السوشيال ميديا تزايدًا ملحوظًا في الشائعات التي تخص نجوم الوسط الفني، لا سيّما شائعات وفاة فناني جيل الخمسينات والستينات بسبب كبر عمرهم، والتي تلاحقهم لفترة طويلة وتسبب إزعاجًا لهم ولعائلاتهم.

شائعة وفاة الفنان السعودي خالد سامي

تعرّض أيضًا الفنان السعودي خالد سامي لشائعة وفاته مطلع العام، وكان قد نُقل إلى العناية المركزة بسبب تداعيات مرضه، واستاءت أسرته كثيرًا من الوسم الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بإعلان وفاته، وقدموا حينها بلاغًا للنيابة العامة، وذلك بحسب منشور كتبه ابنه تركي على موقع تويتر.

شائعة وفاة الفنان عادل إمام

حاصرت شائعات الوفاة الفنان عادل إمام، فقد واجهت أسرته تلك الأخبار الكاذبة مرات عديدة، منها ما تردد في يناير الماضي، وأخرى تكررت عام 2021، تحديدًا في ديسمبر حول إصابته بفيروس كورونا، وفي كل مرة يظهر المنتج عصام إمام شقيق الزعيم للتكذيب.

رد المنتج عصام إمام شقيق الفنان عادل إمام أيضًا أمس في مداخلة هاتفية لبرنامج “الحكاية” الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، وعبّر فيها عن استيائه من تكرار شائعات وفاته، ونوه بأن “الزعيم” يقوم بالتحضير لفيلم “الواد وأبوه” مع ابنه محمد إمام.

شائعة وفاة محمد عبده

تعرّض المطرب السعودي محمد عبده أيضًا لشائعة وفاته في يونيو من العام الماضي، كما تصدّر وسم بعنوان “وفاة محمد عبده” موقع تويتر، ووصلت التغريدات إلى نحو 15 ألف تغريدة.

وقد علّق مصدر مقرب لفنان العرب لإحدى المواقع الصحفية بالتأكيد على صحته وسعادته بالتفاعل حول أغنيته الجديدة وقتها “مستعجلة”.

“أخشى أن تحدث وفاتي بالفعل ولا أحد يسأل عني”

كان الممثل المصري الراحل حسن حسني من بين الفنانين الذين تعرضوا للشائعات أيضًا، وانتشرت شائعة وفاته في شهري يونيو ونوفمبر 2019، ووقتها علّق الفنان الراحل عبر منشور كتبه على فيسبوك “موتوني هذا العام إلى الآن 4 مرات، وأخشى أن تحدث وفاتي بالفعل ولا أحد يسأل عني ويعتقدها شائعة من كثرة الشائعات التي أكذبها”، وقد رحل الفنان حسن حسني في 30 مايو 2020، عن عمر يناهز الـ84.

لا يوجد متوسط عُمر معين أو جنس للفنانين الذين تعرضوا للشائعات، فقد انتشرت أخبار كاذبة حول وفاة فنانين في أعمار متفاوتة، مثل الفنانين المصريين أشرف عبد الباقي وكريم عبد العزيز وعبلة كامل، وآخرين مثل المطرب المصري إيمان البحر درويش، وفي كل مرة يظهر النجم نفسه للرد أو أحد أفراد أسرته، وبعضهم يهدد بالمقاضاة.

الصفحات الإلكترونية غير المعروفة هي السبب

تقول الفنانة عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية المصرية نهال عنبر، لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إنها تعرضت هي الأخرى لتلك الشائعات، ووقتها قرر المحامي الخاص بها تقديم بلاغ ضد الموقع الإلكتروني الذي روّج الشائعة “لكن المحامي بلغني أن الموقع قفل ومرفعش القضية”، وتُشير الفنانة بأصابع الاتهام إلى أن الصفحات الإلكترونية غير المعروفة “هي السبب ورا الشائعات دي، عايزين يتشهروا ويجمعوا لايكات”.

ودومًا ما تقوم الفنانة المصرية بدورها خلال تلك الشائعات، بالاتصال بأسرة الفنان وتحري الحقيقة وراء تلك الأخبار، ونوهت عنبر بضرورة تحري المتلقي للدقة والتأكد من مصدر الخبر.

شائعات وفاة الفنانين “عملية تجارية ورخيصة”

في رأي الناقدة الفنية ماجدة موريس فإن الفاعل الحقيقي لتلك الشائعات هو وسائل التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا السبب”، حيث تعتقد أن هناك بعض رواد التواصل الاجتماعي الراغبين في انتشار صفحاتهم “وعشان كدا بيروجوا للأكاذيب”، فيما وصفت الترويج للأخبار الكاذبة بأنها “عملية تجارية ورخيصة”، وأن تلك المشاركات هي مشاركة بلا قيمة، ولن تُفيد أحد بشيء، بل إنها تُعرض الفنان وأسرته لأذى نفسي شديد.

عارضت الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، دكتورة سهير عثمان، أيضًا تكرر الشائعات وتصديقها من قِبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت لـ”شبكة رؤية الإخبارية” إن الحل يكمن في توعية المتلقي، وضرورة تحريه الدقة وعدم الجري وراء أي خبر بدون التأكد منه.

الأستاذ بكلية الإعلام تلوم التغطية الإعلامية

كيف يُمكن توعية المتلقي؟ تجيب عن ذلك عثمان، إن وسائل الإعلام بجميع أشكالها المرئية والمسموعة والمطبوعة والإلكترونية يجب أن تقوم بتوعية المتلقي، والتأكيد عبر تلك الوسائل بعدم تصديق أي خبر، وشرط أساسي من كون الخبر صحيح بنسبة كبيرة أن يكون منشورًا في عدد من وسائل الإعلام المعروفة.

وحذّرت الأستاذ بكلية الإعلام من الترويج لتلك الصفحات، أو ذكر اسمها، مثلما فعل الإعلامي عمرو أديب في تغطيته لشائعة وفاة الفنان عادل إمام “مجرد عرض صورة صفحة روجت للشائعة من برنامج كبير هو أمر خطأ”.

الشائعات الاقتصادية والسياسية هي الأكثر خطورة

الفنانون هم أكثر الأوساط التي تتعرض لشائعات الوفاة، وسبب ذلك في رأي عثمان هو كونهم أكثر فئة تحت الأضواء، ولحب الناس لمتابعة أخبارهم، وأضافت في حديثها أن الشائعات حول وفاتهم لن يتوقف، ولكن الحل يكمن في توعية المتلقي دائمًا.

وفي نظر الأستاذ بكلية الإعلام أن شائعات وفاة الفنانين ليست هي الأكثر خطورة، فإن وقعها لا ينتج عنه سوى ضرر نفسي للفنان وأسرته، لكن الأكثر وطأة هي الشائعات السياسية والاقتصادية التي قد ينتج عنها خسائر مادية.

ربما يعجبك أيضا