عنصرية أم إرهاب وخرق قوانين ..مشكلة اللاجئين بهولندا! ‎

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – محاولات الحكومة الهولندية للإسراع بالتصويت على قانون جديد يحقق إدماج القادمين الجدد في البلاد، لا يعني أن مستقبل اللاجئين وردي في هولندا، مؤخرا مشاكل كثيرة تواجه اللاجئين أو القادمين الجدد، بين الاتهامات بالإرهاب والتحرش ويقابله اتهامات بالعنصرية من جانب السوريين الجدد في البلاد.

اليوم نشر موقع  أن ال برس، ما يفيد  تعرض أسرة سورية لاجئة في هولندا لهجمات عنصرية من قبل أحد جيرانها، حسب ما أظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي. كما تعرض بيت الأسرة التي تتكون من محمد السقا وزوجته وخمسة أطفال إلى إضرام النار بعد أن أطلق جارهم ألعابا نارية نحوه، وقام المعتدي برش “مادة الكلور” على أطفاله، ولم يكتف بذلك بل قام أيضا باستئجار شباب هاجموا بيته، كما حاول إخافة إحدى بناته البالغة 15 سنة بالكلاب أثناء توجهها للمدرسة بسبب ارتدائها للحجاب.

ما اضطر عائلة السقا المكونة من سبعة أفراد إلى الانتقال للسكن بمنزل أحد أقاربهم في بلجيكا بعد أن طلب منهم المسؤولون في بلدية “هيرلين” مغادرة البلدية حرصاً على سلامة الأطفال من الخطر.

صحيفة ليمبورغ عنصرية أم رد على محاولات تحرش بالأطفال والسيدات

وفي أول ردة فعل من الصحف الهولندية على هذه القضية،  نشرت صحيفة ليمبورغ في عددها الصادر يوم أمس السبت 11 ديسمبر / كانون الأول , الخبر تحت عنوان هل هو خلاف جيران أم عنصرية، وعنونت أيضا في خبرها على صفحتها الفيس بوك, الجالية السورية في هولندا بدأت عريضة لدعم الأسرة ، يشعر الحي بالظلم باعتبارها عنصرية وهناك خوف من الانتقام.

لتتوالى بعد ذلك التعليقات تحت رابط الخبر، بين أشخاص تقول القصة من طرف واحد، وآخرين يحملون الشرطة المحلية مسؤولية التأخر في إيجاد حل ومحاسبة الجاني.

وفي سياق متصل دعا محامي الأسرة  “بولتون” إلى ضرورة تحرك الرأي العام والوقوف إلى جانب العائلة السورية اللاجئة، مشددًا على ضرورة التصدي لظاهرة الاعتداءات العنصرية.

الجيران.. السقا متحرش

من جانبهم الجيران  وسكان المنطقة يؤكدون على أن الاعتداء جاء ردا على ما فعله السقا من التصوير في المدرسة والتحرش بالأطفال  في الحي، وأكدت سيدة من الجيران أن الحديث عن العنصرية غير  وارد، وأكدت على إنستجرام ردا على ردود الفعل العنيفة من رواد  مواقع التواصل الاجتماعي ضد الجيران غير منصفة لأن العائلة السورية حصلت في السابق على دعم كبير من الجيران ومساعدات عديدة،  هي وغيره من اللاجئين من مختلف الجنسيات، ولكن تصرفات السقا المشينة وتحرشه بالسيدات والأطفال،  وكذلك رفض الشرطة التدخل لمنعه من ذلك خاصة وأن هناك شكاوى منذ أغسطس الماضي وصلت لشركة السكن و البلدية وأيضا إلى البوليس ولكن لم يتحرك أحد لمنع الرجل وأسرته أو ترحيلهم من المنطقة مما اضطر السكان للانتقام لإجباره على ترك البلد لحماية العائلات من شره.

الجدير بالذكر أن الحكومات الأوروبية أعلنت مؤخرا عن سلسلة من جرائم القتل تحت مسمى جرائم الشرف بين اللاجئين والضحايا من السيدات السوريات.

 الشرطة تقبض على سوري للاشتباه في تورطه بالإرهاب

أعلنت السلطات الهولندية، في وقت سابق، إلقاءها القبض على رجل يحمل الجنسية السورية ويبلغ من العمر 44 عاما في مدينة رايسن في مقاطعة أوفريسل، وذلك حسب ما نشر في جريدة التلغراف وأن أل برس للاشتباه بانضمامه إلى جماعة أحرار الشام في عام 2013 والتي تعتبرها دنهاخ  “منظمة إرهابية”، وإرساله مساعدات مالية إلى المنظمة. وجاء في بيان صحفي على الموقع الرسمي للنيابة العامة الهولندية، “ألقت الشرطة القبض، اليوم، على رجل يبلغ من العمر 44 عاما في مدينة رايسن للاشتباه بضلوعه في الإرهاب​​​. وهو يحمل الجنسية السورية ولديه تصريح إقامة مؤقتة في هولندا.”

وتابع البيان، “وقد تم أخذ الهاتف المحمول الشخصي وذاكرة ل تخزين البيانات أثناء تفتيش منزله.”

وأضاف البيان، “ومن المحتمل أن يكون المشتبه به قد شغل منصبا قياديا في سوريا عام 2013 مع جماعة أحرار الشام.”ونوه البيان الصحفي على الموقع الإلكتروني للنيابة العامة، “ويشتبه في إرساله أموالا ل مجموعة أحرار الشام، والتي اعتبرتها محكمة مدينة روتردام منظمة إرهابية في عام 2019.”

ويذكر أن السلطات ستقوم باستجواب المشتبه به المعتقل وتقديمه أمام قاضي التحقيق في مدينة روتردام.

مشاكل اللاجئين متنوعة

حسب تقرير نشر في فبراير الماضي  في التليجراف، يوجد حوالي 300 طالب لجوء في هولندا يثيرون المشاكل وهم مدانون بارتكاب مخالفات وجرائم. حيث تتنوع جرائمهم بين السرقة والسطو وسرقة المارة في الشوارع، بالإضافة إلى إهانة سائقي الحافلات أو موظفي مراكز استقبال اللاجئين أو عناصر الشرطة. ولكن ليس من المعروف إذا ما كانوا جميعاً قادمين من بلدان آمنة أم لا. لكن وزير الدولة للعدل والداخلية، بروكرز-كنول، اعتبر أنه من غير المقبول أن تتسبب مجموعة صغيرة من طالبي اللجوء في إثارة مشاكل داخل مراكز الاستقبال وحولها، “حيث سيؤثر ذلك أيضاً على دعم طالبي اللجوء الذين يحتاجون إلى الحماية”. كما ذكرت جريدة “التلغراف”  من جانبها، أن مجموعة من طالبي اللجوء من بلدان آمنة رفضوا دفع المال مقابل استخدام وسائل النقل العام وأساؤوا للسائقين. وكان الحل بنشر رجال حماية على متن الحافلة. كما طالب مجلس بلدية “أويستر فيك” بالتوقف عن استقبال طالبي لجوء من بلدان آمنة.

تؤكد الـVWN هذه التجاوزات وتعتقد أيضًا أنه يجب اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأشخاص الذين يتسببون في الإزعاج. وبأنه يجب أن يتم ترحيلهم في أسرع وقت ممكن.

مجلس الشيوخ يوافق على قانون الاندماج

الحكومة الهولندية لم تسمع إلى أصوات العنصرية  الرافضة من البعض للاجئين، ومن جانبها أسرعت بعرض قانون الاندماج على مجلس الشيوخ، وقد صوتت الغرفة الأولى في البرلمان (مجلس الشيوخ) بالإجماع على القانون الذي يضع نظاماً جديداً للاندماج. يهدف مقترح وزير العمل والشؤون الاجتماعية كولمبس إلى جعل الوافدين الجدد يتعلمون اللغة الهولندية ويبدؤون العمل بأسرع وقت ممكن. يفترض أن يبدأ تطبيق القانون الجديد مطلع عام 2022

يقول الوزير كولميس: “تصويت مجلس الشيوخ بالإجماع على القانون الأسبوع الماضي يظهر أن جميع الأحزاب تعلق أهمية على تمكين الوافدين من المشاركة في مجتمعنا بأسرع ما يمكن

كان المفروض أن يبدأ تطبيق القانون في الأول من تموز (يوليو) 2021، لكن تبين أن ذلك غير ممكن للأسف. مما جعل الفئة التي ينطبق عليها القانون الحالي أكبر. ووعد كولميس مجلس الشيوخ بدراسة الآثار المترتبة على هذه الفئة بسبب التأخير، والتشاور مع الأطراف المعنية مثل البلديات حول سبل تقديم المساعدة لهذه الفئة، وكانت الغرفة الثانية (مجلس النواب) قد صوتت على هذا القانون بأغلبية كبيرة يوم 2 يوليو 2020

ماهو القانون الجديد للاندماج؟

يلزم القانون الجديد البلديات بأن توفر للوافدين الجدد بشكل سريع برنامج اندماج لكل فرد بما يتلاءم

ووضعه الشخصي. المعيار الخاص بالمستوى اللغوي سيرتفع . كما سيكون برنامج الاندماج مزيجاً من دروس اللغة ومن العمل (التطوعي أو المأجور) أو التدريب العملي، لكي يمارسوا اللغة الهولندية بشكل عملي، ولكي يتعرفوا بشكل مباشر على القيم الهولندية الأساسية، مثل المساواة وحرية التعبير

الوافدون الشباب يمكنهم اتباع طريق أسرع: يحصلون على دروس لغة مكثفة، ويتابعون في الوقت نفسه مواد دراسية أخرى مثل الرياضيات، واللغة الإنجليزية والمهارات الدراسية. الهدف من ذلك هو أن يكملوا الاندماج خلال عام ونصف، ينتقلوا إلى متابعة التعليم العادي

يضع القانون في نظر الاعتبار أن هناك وافدين تعتبر هذه الأهداف بالنسبة لهم غير قابلة للتحقيق. هؤلاء سيتاح لهم وفق القانون الجديد وقت أطول لتعلم اللغة والاعتماد على الذات والمشاركة في المجتمع. هؤلاء أيضاً سيكملون برنامج الاندماج بالحصول على شهادة. لن يسمح النظام الجديد بمنح إعفاءات

نظام القروض للاجئين الحاملين للإقامة، والذي يتيح لهم الحصول على قرض مالي لمتابعة دروس اللغة مثلاً،  وسوف يلغى. البلديات تتكفل بدفع تكاليف الدروس. كما تتكفل البلديات بإرشاد اللاجئين الحاملين للإقامة، للحصول على المعونة الاجتماعية الشهرية، بما يساعد في خلق حالة من الهدوء والاستقرار في بداية الاندماج، الأشخاص الذين لا يبذلون جهوداً كافية، سيسمح النظام الجديد بشكل أسرع وأكثر من قبل بفرض عقوبات عليهم، مثل الغرامات

ربما يعجبك أيضا