كفيفات يعزفن الأوركسترا بنبض القلوب

سهام عيد

سهام عيد

بأيدي لم تعرف المستحيل، صنعن من الظلام نور، ومن الإحباط أمل، ومن اليأس تفاؤل.. أبهرن العالم بقدرتهن على استخدام الموسيقى والفن كلغة للحياة…

مقطوعات موسيقية شرقية كانت أم غربية، تحفظهن فتيات “النور والأمل” عن ظهر قلب بمجرد أن يتلقين إشارة البدء من القائد “المايسترو” ينطلقن جميعًا بآلاتهن الموسيقية في وقت واحد لتخرج أروع مقطوعة موسيقية تلمس قلوب مستمعيها.

جمعية النور والأمل

تأسست “جمعية النور والأمل” لتأهيل الفتيات كفيفات البصر، لممارسة العمل في مهن مناسبة، تمكنهن من العطاء ولتكون كل فتاة منهن عضوةً نافعةً في المجتمع ولتضمن لهن سبل العيش الكريم، وإضاءة طريق الأمل والمستقبل المشرق، نحو تحدي الإعاقة بل وتخطيها إلى مستقبل أكثر إشراقاً، وتعد الجمعية أول مؤسسة في الشرق الأوسط لتعليم ورعاية وتأهيل الكفيفات.

أوركسترا النور والأمل

“أوركسترا النور والأمل” التابعة لمعهد الموسيقى بجمعية “النور والأمل”، من أهم إنجازات الجمعية وأنشطتها، فمنذ أن تم إنشاءها عام 1981م، وهي تجوب العالم شرقا وغربا، مالئة الدنيا موسيقى، ولأنها هي الفرقة الوحيدة في العالم، المكونة من مكفوفات يعزفن الموسيقى الغربية والشرقية المتطورة، نالت إعجاباً عربياً وعالمياً وأبرهن العالم.

تتم الدراسة في معهد الموسيقى التابع للجمعية على ثلاث مراحل، هي الابتدائية والإعدادية والثانوية، وتشمل مواد العزف العملية، والدراسات الموسيقية النظرية المكملة لها، والمقررة بالمعاهد الأكاديمية الموسيقية، وتحصل الفتيات على نوعين من التعليم؛ حيث يدرسن في المدرسة صباحا مواد الدراسة العادية، ثم يدرسن بمعهد الموسيقى في فترة بعد الظهر.

من جانب آخر، أشاد عثمان بمستوى الفتيات الفني، مؤكدا أنهن أبهرن العالم بأدائهن لأنهن يختلفن عن أي فريق أوركسترا آخر حيث لا يعتمدن على إشارات المايسترو أمامهن.

كما تشمل الدراسة في المعهد كافة جوانب الموسيقى التطبيقية، و”الهارموني والسولفيج” والتدريب السماعي ويتم تعليم الفتيات الكفيفات في المعهد قراءة “النوت” الموسيقية بطريقة “برايل” وهي اللغة التي يتم من خلالها تحويل لغة الموسيقى من لغة عادية، يراها الشخص إلى إشارات وحركات يلمسها الكفيف، ويتم ترجمة “النوتة” الموسيقية على يد أساتذة متخصصين، حتى يفهمها الكفيف وتسمى هذه العملية “بالسولفيج”، ليحفظها الفتيات بعد ذلك.

يقول د. علي عثمان – أستاذ بمعهد الكنسرفتوار وقائد فريق أوركسترا النور والأمل – في تصريحات خاصة لموقع “رؤية”، “إن طريقة تعامله مع الفتايات سهلة جدا لأن الفتيايات يعشقن الموسيقى ويعشقن ما يفعلونه”.

أوضح عثمان، أنه بمجرد تحويل النوتة الموسيقية إلى طريقة برايل وترجمتها للفتيات يتم تقسيمهن إلى مجموعات لحفظ النوتة ثم يتم تجميعهن مرة أخرى بعد حفظ النوتة عن ظهر غيب.

لفت المايسترو وهو الوحيد المبصر في الفرقة، إلى أنه يتعامل معهن عند البدء بالعد فيبدأ العرض عندما يقول لهم واحد اثنين ثلاثة، ويطرق بقوة على النوتة إذا أراد رفع وتيرة العزف، أو يقلل القوة إذا أراد التخفيض.

من جانب آخر، أشاد عثمان بمستوى الفتيات الفني، مؤكدا أنهن أبهرن العالم بأدائهن لأنهن يختلفن عن أي فريق أوركسترا آخر حيث لا يعتمدن على إشارات المايسترو أمامهن.

ربما يعجبك أيضا