موسيقى الجاز.. أوتار الكفاح من أجل الحرية

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

الموسيقى من أقوى وسائل التواصل الإنساني، لغة حية يُجيدها البشر ويشتركون في التعبير بها، والأجمل من ذلك أنها مُمتعة على نحو غريب وسريعة الانتشار فهي تتخطى كل الحدود الجغرافية فلا تحتاج إلى جواز سفر أو تأشيرة عبور فقد ضع السماعة واترك نفسك لها .

الموسيقى هي الصديق الذي يلازم الإنسان في جميع مراحل حياته سواء أكانت لحظات ضيق أو محن فهي موجودة لتخزن بداخلها كل تجربة تعرض لها الإنسان، هكذا هي قصة موسيقى الجاز القادمة من قلب أمريكا لتروي لنا كيف كان “الجاز” وسيلة لرفض الظلم والتفرقة العنصرية.

كلمة متنازع عليها

يقول عازف البيانو المجري “فرانز ليست”: “الموسيقى لغة عالمية لتبادل العواطف”، وأحد أنواع الموسيقى التي سحرت الملايين هي موسيقى الجاز.

أصل كلمة “جاز” متنازع عليها منذ زمن، حيث أشار بعض المؤرخين أنّها تعني الروح والطاقة والنشاط، بينما رأى آخرون استناداً إلى مرجعها الفرنسي بأنها تعني “الدردشة”، واعتقد شق ثالث أنّها تحمل في طياتها معنى سوقياً جنسياً.

اليوم العالمي للجاز

جاءت مبادرة إنشاء يوم عالمي لموسيقى الجاز من عازف البيانو الأمريكي، والملحن وسفير اليونسكو للنوايا الحسنة للحوار بين الثقافات “هيربي هانكوك”، وكان الغرض من هذه المبادرة هو تركيز الإهتمام العالمي على الدور الذي لعبه الجاز في كسر الحواجز العنصرية والتمييز ضد الجنس في جميع أنحاء العالم؛ وفي تعزيز التعاون  والتفاهم المتبادل، والاتصالات والسلام والحرية.

فحددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في شهر نوفمبر عام 2011، يوم 30 أبريل يوماً دولياً للجاز، من أجل إبراز موسيقى الجاز ودورها الدبلوماسي في توحيد الناس في جميع أنحاء العالم.

الجاز عبر التاريخ

الأمريكيون من أصل أفريقي يعانون من الاستعباد والتفرقة العرقية بجميع أشكالها.

في ذلك الوقت أصبحت الموسيقى وسيلة لتمضية الوقت والتعبير عن الهموم اليومية بأسلوب خاص، لا يحتاج سوى لآلة موسيقية واحدة، والقدرة على التناغم مع نغماتها لخلق إبداع فني يحاكي المعاناة والحقائق في وقتها.

في القرن التاسع عشر، أصبحت تلك الموسيقى التي لم تكن معروفه باسمها الحالي في ذلك الوقت، من أوائل الوسائل لحرية التعبير ومحاربة التمييز على أساس الجنس، في جنوب أمريكا، كما شكلت قوة دافعة في حركة تحرير المرأة، وساعدت في توفير فرص عمل للنساء في صناعة الموسيقى.

بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن جذب لها الجماهير من البيض والسود في كل أمريكا، انتشر هذا اللون في أوروبا و سافرت فرق الجاز إلى كل مكان في أمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا للغناء، العزف والرقص، وتهافتت شركات التسجيل على فنانين مثل “لويس أرمسترونغ” ووعازف البيانو الشهير “ديوك إلينغتون” اللذان يعدان من أوائل المؤسسي للجاز.

أنواع موسيقى الجاز

 موسيقى الجاز من أكثر أنواع الموسيقى تغيرًا وأساليب، من أبرزها:

البي بوب: ظهر هذا الأسلوب في الفترة بين عامي 1940 إلى 1955 وركز بمضمونه على العزف ضمن مجموعات صغيرة من العازفين على آلات النفخ مثل البوق والساكسفون والآلات الإيقاعية مثل البيانو والطبول، ويعتبر أكثر الأساليب تعقيداً نظراً لعدم اعتماد العازفين على كتابة الألحان.

الجاز الهادئ: يركز هذا الأسلوب إلى ظهر بين عامي 1949 إلى 1951 على موسيقى أكثر هدوءًا من البي بوب، ويتكون من عدد عازفين وآلات وصلت إلى تسعة عازفين في الفرقة الواحدة بمشاركة آلات الموسيقى الكلاسيكية مثل الفلوت.

الجاز الجاد: كانت فترة ظهور هذا الأسلوب بين عامي 1951 إلى 1958 واعتبر ردًا على أسلوب الجاز الهادئ حيث كان أكثر صخباً وأقرب إلى موسيقى البلوز.

الآلات الموسيقية الأكثر استخدامًا في الجاز

الساكسوفون: من أوائل الآلات المستخدمة في الجاز وأكثرها شعبية وارتباط بهذا الفَنّ.

الكمان القائم أو التشيللو: بطل التناغم الموسيقي في الجاز.

البيانو: له الفضل في خلق النوتات العالية والمنخفضة، الناعمة والبطيئة في ألحان الجاز.

الترومبون والترومبيت: وهي آلات نفخية قوية ومؤثرة في تطوّر أساليب الجاز.

آلات القرع – الدرامز: آلات مُتنوعة في طريقة استخدامها، ضرورية للحفاظ على حركية الموسيقى.

https://www.youtube.com/watch?v=ewNw78TpRPk
https://www.youtube.com/watch?v=8IJzYAda1wA

ربما يعجبك أيضا