“الصحراء البيضاء”.. تدخل موسوعة اليونسكو كأول حديقة جيولوجية مصرية

حسام السبكي

حسام السبكي

إنجاز مصري جديد، على الصعيد التراثي والثقافي والعلمي، يتمثل في واحدة من أجمل المحميات الطبيعية العربية، وهي محمية “الصحراء البيضاء”، التي صُنفت مؤخرًا من قبل المكتب الإقليمي لمنظمة “اليونسكو” العالمية، الخاص بالدول العربية، بوصفها أول حديقة جيولوجية مصرية.

في التقرير التالي، نستعرض سر تسمية المحمية بهذا الاسم، وموقعها الجغرافي الرائع، وأبرز مميزاتها كمتنزه سياحي وترفيهي لعشاق الجمال والإبداع والطبيعة الساحرة.

محمية “الصحراء البيضاء”

تقع محمية “الصحراء البيضاء”، على بعد 30 ميلًا (45 كيلومترًا)، في شمال واحة الفرافرة التابعة لمحافظة الوادي الجديد، وتبعد نحو 500 كيلومتر عن العاصمة المصرية القاهرة.

تبلغ مساحتها الإجمالية 3010 كيلومترات، وتم اعتمادها كمحمية طبيعية بقرار من مجلس الوزراء المصري في عام 2002، وذلك لطبيعتها الصحراوية الرائعة، وما تحتويه من ظواهر جغرافية مميزة، وحفريات، وحياة برية نادرة، كما يوجد بها عيون مائية، وعددٌ من الأشجار من نوع “الأكاسيا” والنخيل، والتي تنمو وسط الصخور البيضاء.

طبيعة ساحرة

تحوي محمية “الصحراء البيضاء”، تكوينات صخرية نادرة، ويوجد بها جبل يسمى “جبل الكريستال”، والذي يتكون من صخور شفافة ملونة تشبه كثيرًا الكريستال، وهي من الصخور باهظة الثمن.

ويوجد في المحمية أيضًا، ثلاثة عيون مياه رئيسية هي “عين حضرة – عين المكفى – عين السرو”، وهي محاطة بأشجار النخيل والمزروعات الكثيفة، كما توفر المياه للحيوانات البرية، وتعد مكانًا مثاليًا لاستراحة زوار المحمية.

وعلى جانب الحضارة، ففي المحمية توجد بقايا آثار منازل قديمة، تعود إلى العصر الروماني، إضافة إلى بقايا أوانٍ فخارية، وتعد تلك المنطقة ذات قيمة عالية من ناحية التنوع الحيوي، وذلك لما تحويه من نباتات وحيوانات نادرة ومهددة بالانقراض، فالمحمية تعد مأوى لأنواع الغزال المصري، والغزال الأبيض، والكبش الأروي.

وعلى ذكر السياحة، فإن الفترة ما بين شهر أكتوبر، وحتى الأول من شهر ديسمبر، يعد التوقيت المثالي للذهاب في رحلات السفاري إلى الصحراء البيضاء، فالجو يكون ملائمًا، ولا تنشط في تلك الفترة الرياح أو الأعاصير الترابية.

كما تعد محمية “الصحراء البيضاء”، مكانًا نموذجيًا للزيارة من قبل طلاب بعض المدارس في مصر.

تعتبر فترة الليل من أكثر ما يميز المحمية أيضًا، حيث تظهر “الصخور الطباشيرية البيضاء”، وكأنها قمر مضيء على كوكب الأرض، وقد فسر العديد من المهتمين بتلك السياحة هذه الظاهرة، بأن الصخور الطباشيرية قادرة على الاحتفاظ بضوء الشمس، ومن ثم التوهج خلال فترات الليل.

من المفيد هنا أن نذكر، أن وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، اختارت منطقة الصحراء البيضاء، كموقع مثالي لإجراء أبحاثها الخاصة بالرحلات المقرر إرسالها إلى كوكب المريخ، فسطح الأرض في تلك المنطقة، يعد الأقرب في العالم شبهًا بسطح كوكب المريخ.

الموقع الجغرافي

تعد محمية “الصحراء البيضاء”، واحدة من ضمن 30 محمية طبيعية على مستوى جمهورية مصر العربية، وقد سبق لها أن حصلت على المركز الأول بين أكثر المواقع السياحية غرابة، بحسب تقرير لموقع “Trip Advisor” المتخصص في شؤون السياحة والسفر.

وترجع تسمية محمية “الصحراء البيضاء”، إلى الطبيعة المميزة لصخورها الطباشيرية البيضاء، والتي تم نحتها طبيعيًا بواسطة الرياح منذ ملايين السنين، ويطلق عليها كذلك “واحة الثلوج”، وهي أحد الأماكن المفضلة للراغبين في التقاط الصور التذكارية وللباحثين عن متعة رحلات السفاري.

ربما يعجبك أيضا